يستعد المستثمرون الكبار بحذر أكبر من المعتاد للأشهر المقبلة، التي تُعرف عادةً بتقلبات تداول ضعيفة، حيث يمكن أن تؤدي مخاطر تقلبات أسعار النفط أو فرض تعريفات جمركية جديدة إلى زعزعة استقرار السوق الذي يشعر بالاطمئنان، مما يذكر الجميع بأحداث انهيار أغسطس الماضي.
بعد حدوث موجة البيع المكثف التي اجتاحت الأسواق قبل عام بسبب المخاوف من النمو العالمي، والتي أدت إلى تقلبات حادة في أسعار الأصول على مستوى العالم، يشعر المستثمرون بأن هناك خطرًا يواجه الأسهم والسندات والعملات في ضوء التوترات الحالية بين إسرائيل وإيران، وارتفاع أسعار النفط، بالإضافة إلى عدم اليقين حول تطورات الحرب التجارية.
وفي هذا السياق، أشار مدراء الأصول إلى أنهم يقومون برفع مستويات الحماية في محافظهم الاستثمارية نظرًا للمخاطر الجيوسياسية، كما أن عدم اليقين بشأن إبرام الصين وأوروبا اتفاقيات تجارية مع الولايات المتحدة قبل الموعد النهائي في 9 يوليو يزيد من حدة هذا القلق.
وقال كزافييه باراتون، كبير مسؤولي الاستثمار العالمي في إتش إس بي سي لإدارة الأصول: "نتوقع أنه لن يحصل السوق على تلك التأكيدات الإيجابية التي يترقبها خلال الأشهر الثلاثة القادمة".
ويقوم باراتون بشراء خيارات بيع الأسهم كنوع من الضمان، حيث تدفع هذه الخيارات في حال انخفضت قيمة الأسهم.
وعلى نفس المنوال، يعمل رؤساء إدارة الأصول في جولدمان ساكس، الذين تم تقديمهم في عرض تقديمي الأسبوع الماضي، على تعزيز الحماية من السيناريوهات التي قد تؤدي إلى بيع مكثف، وذلك من خلال استراتيجيات تتعلق بالتقلبات وأسعار الفائدة واتجاهات السوق.
ومع اقتراب الموعد النهائي للاتفاق على الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في 9 يوليو، وعدم تحقيق أي تقدم يُذكر نحو فرض رسوم متفق عليها، يتزايد القلق بشأن الفترة التي قد تستمر فيها الأسواق في تجاهل المخاطر التجارية.