الكاتبة : أمل شريف

شهدت غزة، التي تعاني من تداعيات الحرب، يوم الأربعاء لحظة مروعة عندما اقتحمت حشود من الجائعين مستودعًا تابعًا للأمم المتحدة. يأتي هذا في وقت تتدفق فيه المساعدات إلى القطاع الفلسطيني المحاصر، الذي يواجه أزمات غذائية خانقة، وسط مساعي الولايات المتحدة لوضع شروط جديدة لهدنة محتملة بين إسرائيل وحماس. ووفقًا لتقارير أولية صادر عن برنامج الغذاء العالمي، فقد وردت أنباء عن مقتل شخصين وإصابة آخرين في المستودع المركزي بغزة. وقد دعت الوكالة الدولية إلى زيادة فورية في المساعدات الغذائية لضمان عدم تعرض الناس للجوع.

في مقطع فيديو تم تسريبه، تظهر حشود ضخمة من الناس تتدافع داخل المستودع، تسحب الأكياس والصناديق، بينما يُسمع خلفها صوت إطلاق نار. ولم يتم الكشف على الفور عن التفاصيل المتعلقة بكيفية وقوع الحادث الذي أدى إلى الإصابات والوفيات.

تحت ضغط دولي متصاعد، أنهت إسرائيل حصارًا دام 11 أسبوعًا على المساعدات الإنسانية إلى غزة قبل 10 أيام، مما سمح بإيصال كمية محدودة من الإغاثة عبر طريقين فقط: الأمم المتحدة أو مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة.

في جلسة لمجلس الأمن، صرحت سيغريد كاغ، مبعوثة الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط، بأن الكمية التي سمحت إسرائيل بإيصالها من المساعدات "لا تتجاوز قارب نجاة بعد غرق السفينة"، في وقت يواجه فيه سكان غزة خطر المجاعة. وفي هذه الأثناء، تسعى الولايات المتحدة للتوسط في وقف إطلاق نار. لكن تقارير فلسطينية تشير إلى أن إسرائيل استأنفت غاراتها العسكرية يوم الأربعاء، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 30 شخصًا.

وفي تصريح له، أشار ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي، إلى اقترابهم من إصدار وثيقة شروط جديدة وأنهم يأملون في تسليمها لاحقًا في نفس اليوم، ليقوم الرئيس بمراجعتها.

تجدر الإشارة إلى أن الحرب في غزة قد اندلعت في 7 أكتوبر 2023، بعد أن شنت حماس هجومًا أدى إلى وفاة 1200 شخص في جنوب إسرائيل واختطاف نحو 250 رهينة. ومنذ ذلك الحين، أسفرت الحملة العسكرية الإسرائيلية عن مقتل أكثر من 53 ألف فلسطيني حسب إحصاءات السلطات الصحية في غزة.

في هذا السياق، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن مقتل محمد السنوار، زعيم حماس في غزة، مشيرًا إلى أن ذلك يمثل تحولًا نحو "الهزيمة الكاملة لحماس"، مضيفًا أن إسرائيل "تسيطر على توزيع الغذاء" في غزة.