خرج «عبدالله محمد» صاحب الـ 24 عامًا من منزله بقرية الجوسق التابعة لمركز بلبيس فى الشرقية لتلبية دعوة أحد أقاربه بالمشاركة فى نقل جهاز عروس.
كانت الابتسامة تملأ وجهه عند مقابلة زملائه والترحيب به، إذ انطلقت الزغاريد والتصفيق واعتلت الأغانى بين أقارب العروسين، وتحوَّل هذا المشهد فى لحظة إلى مأتم إذ أُصيب هذا الشاب بطلق خرطوش عن طريق الخطأ عندما كان يحتفى أهل العروس. لحظات معدودة ولفظ أنفاسه، حسب شهود العيان فى محضر الشرطة.
النيابة العامة ناظرت جثمان الضحية، وقررت إيداع الجثة مشرحة مستشفى بلبيس المركزى، وانتداب الطب الشرعى لتشريحها، والتصريح بالدفن وتسليمها إلى ذويها.
عبد الله محمد بدر، كان مقيمًا فى قرية العباسى، وهو وحيد والدته التى سعت لتربيته بمفردها بعد وفاة والده منذ 20 عامًا حتى تخرج من الجامعة، وكانت ترسم معه مستقبله ولم تتخيل يومًا أنها ستفقده.
والدة الضحية أُصيبت بالصدمة وظلت تردد: «عبد الله كان كل ما لىّ فى الدنيا.. ده وحيدى، وكان طيب وبيحب الكل، ما كانش بيكسر بخاطر حد».
وقال نبيل الإهوانى أحد جيرانه بقرية الجوسق، لـ«المصرى اليوم»، إن الشاب الراحل كان مثالًا للأخلاق الفاضلة والطيبة، وأن فقده كان صدمة كبيرة لكل من عرفه عن كثب ووالد عبدالله توفى منذ عشرين عامًا، وأمه كرست حياتها لتربيته، حتى تخرج من جامعة الأزهر، وفتح محل دعاية وإعلان ليساعدها فى متطلبات الحياة المعيشية»، لافتًا أنه تم دعوته من قبل أحد أقاربه للمشاركة فى نقل جهاز عروس، وكونه شابًا خلوقًا يحرص على أداء الواجب لبَّى النداء، وأثناء مشاركته خرجت طلقة نارية طائشة أصابته وأودت بحياته فى الحال، مؤكدًا أن فقده أثر فى نفوس الجميع، وأن قريتى الجوسق والعباسى كلها تعيش حالة من الحزن الشديد منذ وقوع الحادث.
من جهته، نعى الدكتور محمد حامد، وكيل وزارة الأوقاف بالمحافظة وأحد أهالى القرية، المتوفى عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى بقوله: «عبد الله شاب أزهرى جميل، خريج كلية أصول الدين، مكافح ومثال طيب للجدعنة والاحترام والأدب، واليوم لقى ربه نتيجة الإصابة بطلق نارى طائش فى أحد الأفراح»، متسائلًا إلى متى سنظل نرى مثل هذه الحوادث نتيجة فوضى الأفراح.
كانت الأجهزة الأمنية بالشرقية تلقت إخطارًا من مركز شرطة بلبيس، يفيد بورود بلاغ بمقتل شاب بطلق خرطوش ناحية قرية الجوسق بدائرة المركز، وعلى الفور انتقلت قوة من الشرطة إلى موقع الحادث، وبالفحص والمعاينة تبيَّن أن المجنى عليه يُدعى «عبد الله. م. ب»، يبلغ من العمر 24 عامًا، ومقيم بذات القرية، وقد أُصيب بطلق خرطوش أودى بحياته فى الحال.
وأوضحت التحريات الأولية أن وراء ارتكاب الواقعة شخصًا يُدعى «حمادة. م. ع»، يبلغ من العمر 37 عامًا، من أهالى القرية، حيث خرجت طلقة خرطوش من سلاح نارى كان بحوزته عن طريق الخطأ أثناء الاحتفال بنقل جهاز العروس، وتم نقل الجثمان إلى مستشفى بلبيس المركزى.
وبتقنين الإجراءات نفاذًا لإذن النيابة العامة، تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط المتهم والسلاح المستخدم فى الواقعة، وحُرِّر المحضر اللازم للعرض على النيابة العامة، والتى كلَّفت بالتحرى عن الواقعة وظروفها وملابساتها.












.jpg)




.jpg)









">
">
">
">
">
">
">
">