الكاتبة : آية عادل
في خطوة تاريخية وغير مسبوقة، صدّق الفريق أول عبدالمجيد صقر، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، على قرار قبول أول دفعة من الطالبات بكلية الطب التابعة للقوات المسلحة بصفة عسكرية، إلى جانب إعلان قبول دفعة جديدة من الذكور والإناث دفعة 2025، في إطار سعي المؤسسة العسكرية إلى تطوير بنيتها التعليمية وتعزيز دور المرأة في القطاع العسكري.
ويفتح القرار الباب أمام الطالبات المصريات للالتحاق بكلية الطب العسكري للمرة الأولى، وهو ما يُعد تطورًا نوعيًا في تمكين المرأة داخل منظومة الدفاع الوطني، ويؤكد على الدعم المتزايد الذي تحظى به في المؤسسات السيادية.
وقد أعلنت القوات المسلحة شروط الالتحاق، والتي تشمل الحصول على شهادة الثانوية العامة (شعبة العلوم) أو الثانوية الأزهرية (القسم العلمي) أو ما يعادلها، بمجموع لا يقل عن 87%، وألا يتجاوز عمر المتقدمة 21 عامًا في 1 نوفمبر 2025. وتمتد الدراسة بالكلية إلى خمس سنوات أكاديمية، يليها عامان امتياز، تحصل بعدها الخريجة على درجة بكالوريوس الطب والجراحة، وشهادة إتمام الدراسة العسكرية، بالإضافة إلى ترخيص مزاولة المهنة بعد اجتياز عامي التدريب العملي.
يمكن للطالبات الراغبات في التقديم تسجيل بياناتهن الأساسية عبر الموقع الرسمي لمكتب تنسيق القبول بالكليات العسكرية tansiq.mod.gov.eg في الفترة من 20 إلى 29 سبتمبر 2025، على أن تبدأ مرحلة سحب الملفات من الأكاديمية العسكرية المصرية من 22 سبتمبر وحتى 1 أكتوبر من العام نفسه.
وقد أثار هذا القرار تفاعلًا واسعًا عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر كثير من المستخدمين عن فخرهم بهذه الخطوة التي تعكس تقدير الدولة لدور المرأة في بناء الوطن، لا سيما في القطاع الصحي العسكري. كما تساءل آخرون عن فرص فتح المجال في المستقبل لتخصصات أخرى كالهندسة أو التمريض للفتيات بصفة عسكرية، وعبّر عدد من خريجي مدارس STEM عن أملهم في أن يُعاد النظر في معايير التنسيق ومنحهم فرصًا منصفة ضمن هذا الإطار الجديد.
ويمثّل هذا القرار رسالة واضحة تؤكد أن القوات المسلحة المصرية ماضية في تبني رؤية شاملة تعتمد على الكفاءة والمساواة، وتضع تمكين المرأة على قائمة أولوياتها، بما يتماشى مع التطورات المجتمعية والسياسات الوطنية الداعمة للمرأة في كافة القطاعات، المدنية والعسكرية على حد سواء.