تصل بطولة أوروبا للسيدات إلى ذروتها بمباراة النهائي المترقبة بين إنجلترا وإسبانيا، حاملة اللقب، يوم الأحد المقبل. وقبيل انطلاق المباراة في ملعب سانت جاكوب بارك، تم تحطيم الأرقام القياسية في هذه النسخة الأكثر نجاحًا من البطولة.

قبل الخسارة التي تعرضت لها في ربع النهائي أمام إسبانيا، رفع المشجعون السويسريون لافتة تحمل عبارة "حان وقت تحريك الجبال". ولكن بحلول ذلك الوقت، كان الفريق المضيف قد حقق إنجازًا كبيرًا بالوصول إلى دور الثمانية لأول مرة، مما عكس انتشار حمى كرة القدم النسائية في البلاد وفي القارة بشكل عام. وأوضحت ليا واليتي، قائدة المنتخب السويسري، بعد مغادرة البطولة: "آمل أن تكون هذه الخطوة ذات أهمية كبيرة لإظهار قدرة سويسرا على تقديم أداء جيد في كرة القدم، ليس فقط لبلادنا، بل لجميع الفرق الأخرى أيضًا".

سجل المشجعون في المباريات التي أقيمت في سويسرا أرقامًا قياسية في الحضور، بما في ذلك الرقم الإجمالي الأكبر في تاريخ البطولة، حتى مع بقاء المباراة النهائية. حيث بلغ عدد الحضور 623,088 مشجعًا حتى نهاية نصف النهائي، متجاوزين الرقم القياسي السابق الذي كان يبلغ 574,875 مشجعًا، والذي تحقق خلال بطولة إنجلترا في عام 2022.

وفر فوز إنجلترا المثير في نصف النهائي ضد إيطاليا بعد وقت إضافي أكبر جمهور للشبكة البريطانية هذا العام، حيث تابع المباراة 10.2 مليون مشاهد، بالإضافة إلى 17.2 مليون آخرين على منصات البث. كما ذكرت قناة فوكس سبورتس في الولايات المتحدة أن مشاهدات نصف النهائي شهدت ارتفاعًا بنسبة 176% مقارنةً بعام 2022، مما يدل على اهتمام عالمي متزايد بالبطولة.

لكن لم تكن البطولة تخلو من التحديات، فقد أدت درجات الحرارة المرتفعة إلى قلق بشأن سلامة اللاعبين، مما دفع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) إلى تعديل قواعده المتعلقة بزجاجات المياه للجماهير. بالإضافة إلى ذلك، شهدت المباراة الافتتاحية وفاة اللاعب البرتغالي الدولي ديوغو جوتا وشقيقه في حادث سيارة، مما ألقى بظلاله على المباراة الافتتاحية للبرتغال ضد إسبانيا. وفي النهاية، تم تكريم ذكراه من خلال تحويل المباراة إلى احتفال مفعم بالحيوية بكرة القدم البرتغالية، على الرغم من هزيمة الفريق.

قدمت الفرق الستة عشر المتأهلة إلى دور المجموعات الكثير من اللحظات المثيرة، حيث كان هدف التعادل المتأخر لسويسرا ضد فنلندا كفيلاً بمنحهم المركز الثاني في المباراة الأخيرة في المجموعة. ولقد احتاج المشجعون إلى القليل من الوقت حتى نشهد المفاجآت، خاصة عندما تمكنت إنجلترا من العودة من تأخرها بهدفين لتتغلب على السويد بعد ركلات ترجيح معقدة في ربع النهائي.

وأشاد النقاد عبر الإنترنت بتلك الركلات، التي شهدت نجاح خمس محاولات فقط من بين 14، ووصفوها كواحدة من أسوأ ركلات الترجيح على مر العصور، مستبعدين الأداء الرائع لحارسة مرمى السويد جينيفر فالك التي تصدت لأربع ركلات جزاء إنجليزية رغم خروج فريقها من البطولة.

تبرز ميشيل أجيمانج، نجمة إنجلترا المتألقة، كلاعبة بارزة في هذه البطولة، حيث سجلت الأهداف الحيوية التي أنقذت فريقها أثناء مواجهتهم للشوطين الأخيرين من البطولة، مما ساهم في وصول الفريق إلى النهائي.