الكاتبة : إيمان سالم

مع استعادة مدينة طهران لحركتها الطبيعية إثر 12 يومًا من المواجهات العسكرية بين إيران وإسرائيل، تُهيمن مشاعر الترقب الممزوجة بالفرح الحذر على الأجواء العامة. إعلان وقف إطلاق النار من قبل الرئيس الأمريكي جلب لحظات من السرور للإيرانيين، لكنه في الوقت ذاته أثار تساؤلات حول ما يحمله المستقبل.

شهدت العاصمة أمس تظاهرات كبيرة في ميدان الثورة، حيث تجمع الإيرانيون للاحتفال بعودة الاستقرار، رافعين الأعلام الوطنية ومرددين هتافات تعبر عن رفضهم للولايات المتحدة وإسرائيل. وفي حديثها لوكالة "رويترز"، أعربت شيما، مواطنة من شيراز، عن ارتياحها قائلة إن انتهاء الحرب يمنح الشعب فرصة للعيش بسلام بعد معاناة سياسات عدائية يدفع الناس وحدهم ثمنها.

ومع ذلك، لم يكن الجميع بنفس التفاؤل. هناك مخاوف من أن تستغل السلطات هذه الفترة لإعادة فرض سيطرتها وتضييق الحريات التي اكتُسبت بشق الأنفس في السنوات الأخيرة، وخاصة إنجازات النساء الإيرانيات. شيرين، سيدة من طهران، تحدثت إلى "الجارديان" مشيرة إلى الضغوط التي خفت قبيل الحرب، مثل التخفيف من قيود ارتداء الحجاب، لكنها تخشى أن تُعيد السلطات فرض القمع بحجة حماية الأمن الوطني.

ويعتقد البعض أن الحكومة قد تستغل الأجواء الحالية لتعزيز الدعم الشعبي، مع اقتراب شهر محرم الذي يحمل رمزية دينية خاصة، ما قد يفتح الباب أمام تعبئة جماهيرية لغايات سياسية.

وفي المقابل، رأى سعيد، أحد سكان طهران، بصيص أمل في الوضع الحالي. وأكد أن وقف إطلاق النار كشف هشاشة الدعاية الرسمية بالنظر إلى تناقضها مع معاناة الناس على الأرض.

خلال الحرب الأخيرة، وجه كل من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رسائل للشعب الإيراني تحثه على الانفصال عن قيادته الدينية والتصدي للنظام. ومع انتهاء جولة الصراع هذه، تُطرح تساؤلات ملحة حول مستقبل المنطقة: كيف ستتعامل إيران مع استنفاد ترسانتها الصاروخية؟ ما تداعيات الحرب على الردع الإيراني؟ وهل يكون الشرق الأوسط أكثر اضطرابًا بحلول عام 2025؟ إلى جانب التساؤل الأكبر: هل لا يزال واحتمال التصعيد النووي يُهدد استقرار المنطقة؟