الكاتبة : إيمان سالم

رفض مجلس النواب الأمريكي يوم الثلاثاء محاولة طرحها النائب الديمقراطي آل جرين لعزل الرئيس السابق دونالد ترامب، وذلك عقب الضربات التي وجهتها إدارة ترامب ضد منشآت إيرانية نهاية الأسبوع الماضي، بحسب تقرير نشرته شبكة فوكس نيوز الأمريكية.

جاء التصويت على قرار التأجيل بأغلبية كبيرة تنتمي إلى الحزبين، حيث صوت 344 عضوًا لصالح تأجيل النظر في المشروع، مقابل 79 صوتًا فقط للمضي قُدُمًا في مناقشته. ويُعتبر هذا الإجراء آلية تهدف إلى وقف النظر في مشروع معين دون الحاجة إلى الخوض في مناقشته أو التصويت عليه رسميًا. وقد شهد التصويت انضمام غالبية الديمقراطيين إلى الجمهوريين في رفض المقترح، ما يُظهر ضعف الدعم السياسي لمحاولة عزل ترامب.

النائب آل جرين، ممثل ولاية تكساس، كان من قاد هذه المبادرة، مؤكدًا أن الضربات العسكرية التي أمر بها ترامب استهدفت إيران بشكل يمثل إعلان حرب فعلي دون الرجوع إلى الكونغرس، وهو ما وصفه بتجاوز لصلاحيات الرئيس وانحراف نحو الحكم الفردي. وصرّح جرين في بيان نشرته فوكس نيوز قائلاً إنه جاء إلى الكونغرس ليحارب إساءة استخدام السلطة، وليس ليبقى متفرجًا بينما يتحول النظام الديمقراطي الأمريكي إلى استبداد.

هذه التحركات أثارت حالة من التوتر داخل صفوف القيادات الديمقراطية بمجلس النواب. فقد صوّت أبرز قادة الحزب، مثل حكيم جيفريز وكاترين كلارك وبيت أجيلار، لصالح تأجيل المشروع، إضافة إلى 128 ديمقراطيًا آخر. وفي المقابل، دعمت مجموعة صغيرة من التقدميين بقيادة ألكساندريا أوكاسيو كورتيز قرار العزل. هذا الموقف دفع ترامب إلى الرد بشراسة عبر منصة "تروث سوشيال"، مهاجمًا أوكاسيو كورتيز وزملاءها، ووصف محاولات العزل بأنها جهود يائسة من قِبل اليساريين المتطرفين. كما استهزأ بمحاولتهم قائلاً إنهم "أقلية ذات تأثير محدود" ودعاهم إلى المحاولة مرة أخرى قائلاً: "أسعدوني!".

من جانبه، أبدى زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب حكيم جيفريز موقفًا حذرًا، حيث أكد خلال مؤتمر صحفي أن الأولوية الآن يجب أن تكون تركيز الجهود على مساءلة الإدارة ومراقبة قراراتها فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، دون دعم مباشر لمحاولة العزل.

وعلى الرغم من استمرار النقاش المحتدم حول الضربات العسكرية التي استهدفت إيران، يبدو أن مسار عزل ترامب قد تلقى ضربة موجعة بفعل المعارضة القوية داخل وخارج أوساط حزبه الخصم.