الكاتبة : آية عادل
في خطوة طموحة تعكس رؤيتها المستقبلية لعصر الذكاء الاصطناعي، تستعد شركة أوبن إيه آي (OpenAI) لإطلاق النسخة المتقدمة من مساعدها الذكي ChatGPT في النصف الأول من عام 2025، بحسب وثائق مسربة تم الكشف عنها خلال محاكمة مكافحة الاحتكار ضد شركة جوجل في الولايات المتحدة.
من دردشة إلى مساعد شامل
انطلقت ChatGPT في بداياتها كأداة للدردشة الذكية، لكنها سرعان ما تطورت إلى منصة متكاملة توفر قدرات مثل توليد الصور، البحث العميق، والتسوق الإلكتروني. الآن، تسعى "أوبن إيه آي" إلى نقل ChatGPT إلى مستوى جديد كليًا، حيث يصبح "مساعدًا خارقًا" قادرًا على أداء مختلف المهام اليومية للمستخدمين — من بساطة تنظيم المواعيد إلى تعقيد التخطيط للسفر أو التواصل مع الجهات القانونية.
ذكاء متعدد الوسائط ومهارات شاملة
تُظهر الوثائق أن المساعد القادم سيعتمد على نموذج ذكاء اصطناعي بقدرات تشبه شكل الحرف T؛ أي مزيج بين المعرفة الواسعة في مجالات متعددة، والتخصص العميق في بعض الجوانب. وسيستخدم تقنيات متعددة الوسائط تشمل النصوص، الصور، الصوت والفيديو، مما يعزز من تفاعله الطبيعي والفعال مع المستخدم.
كما تؤكد الوثائق أن الإصدارات الحالية من نماذج GPT مثل o2 و o3 تمتلك الذكاء الكافي للتعامل مع المهام التفاعلية المعقدة، وهو ما يمهد الطريق لطرح النسخة القادمة على نطاق أوسع.
شراكات تقنية وتوسع في الأجهزة
في خطوة أخرى تعزز طموح الشركة، دخل سام ألتمان، المدير التنفيذي لشركة OpenAI، في شراكة مع المصمم الشهير جوني إيف، المصمم السابق في آبل، بهدف تطوير أجهزة ذكية متقدمة يمكن دمج المساعد الجديد فيها. وقد تكون هذه الأجهزة مخصصة للاستخدام المنزلي الذكي، ما يفتح الباب أمام مستقبل تتحكم فيه الذكاء الاصطناعي بتجربة المستخدم داخل المنزل وخارجه.
دعم بنية تحتية عالمية
على الرغم من الطموحات الكبيرة، تُظهر الوثائق قلق الشركة من أن النمو السريع قد لا يقابله تحقيق عوائد ثابتة على المدى القصير. ولهذا، تستثمر "أوبن إيه آي" مليارات الدولارات في بناء مراكز بيانات ضخمة في كل من الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة، لتقوية البنية التحتية السحابية وضمان استقرار الخدمة وسرعتها عالميًا.
الهدف: أن يصبح ChatGPT هو الخيار الافتراضي
تسعى OpenAI إلى جعل ChatGPT الخيار الافتراضي للمساعد الذكي على جميع الأجهزة الحديثة من هواتف وحواسيب، مع السعي للحصول على الموافقات التنظيمية اللازمة. ومن المتوقع أن يُحدث هذا التحول ثورة في كيفية تفاعل المستخدمين مع التكنولوجيا، حيث يصبح ChatGPT بوابة موحدة لإنجاز المهام الشخصية والمهنية.