الكاتبة : أمل شريف
بدأ البابا ليو الرابع عشر عهده رسميًا يوم الأحد من خلال التواصل مع المحافظين الذين شعروا بالتهميش في فترة سلفه، داعياً إلى الوحدة ومتعهدًا بالحفاظ على تراث الكنيسة الكاثوليكية دون أن يحكم كـ "مستبد".
بعد جولته الأولى في السيارة البابوية أمام حشود ضخمة في ساحة القديس بطرس، تم تنصيب ليو رسميًا كالبابا السابع والستين بعد المائة للكنيسة الكاثوليكية الرومانية وملك مدينة الفاتيكان في قداس مفتوح. وقد لوّح المهنئون في الحشود بأعلام الولايات المتحدة وبيرو، مدّعين أن ليو هو أول بابا من بلديهما.
ولد البابا البالغ من العمر 69 عامًا في شيكاغو، حيث قضى سنوات عديدة في العمل كمبشر في بيرو، ويحمل أيضًا الجنسية البيروفية. هتفت الجماهير بعبارات مثل "يحيا البابا" و"بابا ليوني"، في إشارة إلى اسمه باللغة الإيطالية، بينما جابت سيارته البابوية ذات السقف المفتوح ساحة القديس بطرس.
انتخب روبرت بريفوست، وهو شخصية غير معروفة نسبيًا على الساحة العالمية والذي أصبح كاردينالًا قبل عامين فقط، ليكون البابا في 8 مايو/أيار بعد اجتماع قصير للكرادلة استغرق 24 ساعة فقط. وقد خلف ليو البابا فرانسيس، الأرجنتيني، الذي توفي في 21 أبريل/نيسان بعد قيادة الكنيسة خلال 12 عامًا مليئة بالتحديات، حيث واجه خلالها صراعات مع التقليديين ودافع عن حقوق الفقراء والمهمشين.
ترأس وفد أمريكي نائب الرئيس جاي دي فانس، وهو كاثوليكي لديه خلافات مع البابا فرانسيس بشأن سياسات الهجرة الصارمة، رافقه وزير الخارجية ماركو روبيو، وهو أيضًا كاثوليكي. وعلى هامش الحفل، صافح فانس لفترة قصيرة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بعد أن شهد الاثنان تباينًا حادًا في وجهات نظرهما في لقاء سابق بمدينة البيت الأبيض في فبراير/شباط.
خلال عظته التي ألقاها بطلاقة باللغة الإيطالية، أكد ليو أنه كزعيم لـ 1.4 مليار كاثوليكي روما، لن يتراجع أمام التحديات العصرية، وأنه سيستمر في إرث البابا فرانسيس، خاصةً في القضايا الاجتماعية المتعلقة بمكافحة الفقر وحماية البيئة. وأوضح ليو أن الكرادلة الذين اختاروه قد انتخبوا شخصًا "قادرًا على الحفاظ على التراث الثري للإيمان المسيحي، وفي الوقت ذاته، يطمح إلى المستقبل لمواجهة الأسئلة والتحديات التي يواجهها العالم اليوم".