الكاتبة : أمل شريف

أعلنت السلطات الأوكرانية صباح يوم الأحد عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل، في الوقت الذي زادت فيه موسكو من ضرباتها بعد المحادثات السلمية التي جرت يوم الجمعة. ووفقًا لسلاح الجو الأوكراني، أطلقت روسيا نحو 273 طائرة مسيرة بحلول الساعة الثامنة صباحًا بالتوقيت المحلي، مستهدفة بشكل أساسي وسط كييف ومناطق دنيبروبتروفسك ودونيتسك في شرق البلاد.

وبحسب بيانات القوات الجوية، يُعتبر هذا الهجوم هو الأكبر من نوعه الذي تشنه روسيا بطائرات مسيرة منذ بداية الحرب. فقد أطلقت موسكو في الأيام السابقة للذكرى الثالثة للغزو الروسي الشامل، 267 طائرة مسيرة، وهو عدد قياسي آنذاك.

في سياق متصل، فشلت أولى المحادثات المباشرة منذ ثلاث سنوات بين روسيا وأوكرانيا يوم الجمعة في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار المؤقت، وهو ما كانت كييف وحلفاؤها يدعون إليه. الاستنتاجات التي تمت خلال المحادثات، والتي استمرت لمدة 100 دقيقة في إسطنبول، تضمنت اتفاقًا على تبادل 1000 أسير حرب من كل طرف.

من جانبه، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه سيتحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الإثنين.

في الهجوم الروسي المتواصل الذي وقع ليلة الأحد، أفادت السلطات الأوكرانية بمقتل امرأة تبلغ من العمر 28 عامًا في منطقة العاصمة، وإصابة ثلاثة آخرين، بينهم طفل يبلغ من العمر 4 سنوات. وأشار ميكولا كلاشنيك، حاكم منطقة كييف، عبر تطبيق تيليجرام، إلى أن "العدو" تسبب في وفاة امرأة متأثرة بجراحها في منطقة أوبوخيف.

خلال الليل، تعرضت كييف والمناطق المحيطة بها وكذلك الجزء الشرقي من أوكرانيا لتحذيرات من الغارات استمرت لمدة تسع ساعات حتى تم إلغاؤها صباحًا. وقد شاركت وحدات الدفاع الجوي الأوكراني عدة مرات في مواجهة تلك الهجمات.

وصف أندريه كوفالينكو، رئيس مركز مكافحة التضليل الإعلامي في أوكرانيا، الهجوم بأنه "ليلة صعبة"، مشيرًا إلى أن الروس يستخدمون الحرب والاعتداءات للضغط على المفاوضات. وأكدت وحدات الدفاع الجوي أنها تمكنت من تدمير 88 طائرة مسيرة خلال الليل، كما أبلغت القوات الجوية الأوكرانية عن فقدان 128 طائرة مسيرة محاكاة خلال العملية دون أن تسبب أي أضرار.

في حوادث سابقة، أشار مسؤولون في كييف إلى أن هجوماً بطائرة مسيرة من قبل روسيا أسفر عن مقتل تسعة مدنيين يوم السبت بعد إصابة حافلة نقل في منطقة سومي شمال شرق البلاد. وقد وصف زيلينسكي هذا الهجوم بأنه "متعمد"، داعيًا إلى فرض عقوبات أكثر صرامة على موسكو، التي ادعت أنها استهدفت منشأة عسكرية.

إلى ذلك، أوضح كلاشنيك أن جميع المصابين في منطقة أوبوخيف قد تم نقلهم إلى المستشفى، وأن العديد من المباني السكنية قد تعرضت لأضرار. كما ذكرت الإدارة العسكرية في كييف أن شظايا طائرات مسيرة قد ألحقت أضرارًا بسقف مبنى غير سكني، لكن لم ترد أنباء عن وقوع إصابات.