الكاتبة : إيمان سالم

يحلم رجل الأعمال الأمريكي ومؤسس شركة سبيس إكس، إيلون ماسك، بجعل حلم البشرية بالوصول إلى كوكب المريخ حقيقة ملموسة. يعتبر ماسك أن هذه الخطوة تمثل تحولًا تاريخيًا نحو استعمار الفضاء، لكنه يواجه تحديات كثيرة تعيق تحقيق هذا الحلم.

في عام 2018، صرّح ماسك بأن هناك احتمالًا بنسبة 70٪ أن يسافر بنفسه إلى المريخ وربما يمضي بقية حياته هناك. يظهر هذا التصريح التزامه العميق بما يراه أعظم طموح للبشرية. ومع التطور الملحوظ الذي حققته مركبة ستارشيب التابعة لشركة سبيس إكس في السنوات الأخيرة، يبدو أن بناء قاعدة بشرية على المريخ قد يصبح واقعًا قريبًا.

لكن الحلم يصطدم بعدة عوائق حيوية ومتعلقة بالبيئة القاسية للمريخ. من بين هذه التحديات تعرض السطح للإشعاعات الشمسية والكونية دون حماية طبيعية كتلك الموجودة على الأرض. كما أن نقص الأكسجين يجبر البشر على ارتداء معدات دعم الحياة باستمرار، فضلًا عن تفاوت درجات الحرارة الكبير الذي يجعل الظروف شبه مستحيلة للعيش.

وسلطت دراسة نُشرت في مجلة GeoHealth عام 2025 الضوء على عدو يصعب التغلب عليه: غبار المريخ. وفقًا لباحثين من جامعة جنوب كاليفورنيا، يتسم هذا الغبار بسمّيته العالية واحتمالية تهديده للصحة البشرية. إذ يتكون من جزيئات دقيقة تحتوي على مواد مثل الزرنيخ والكادميوم والسيليكا، وهي مرتبطة بأمراض خطيرة كالسرطان وأضرار تصيب الرئتين والكلى والجهاز الهضمي.

بالإضافة إلى ذلك، بحجمه الدقيق وحالة الجاذبية المنخفضة على المريخ، يبقى الغبار معلقًا في الغلاف الجوي لفترات طويلة، مما يزيد خطر تسلله إلى أنظمة الجسم. الحجم الصغير لهذه الجسيمات يجعل طردها الطبيعي من الجسم شبه مستحيل، حيث يمكن أن تصل للرئتين أو حتى إلى مجرى الدم.

بينما تبدو مهمة مأهولة قصيرة الأجل قابلة للتنفيذ مع تطوير تقنيات حماية متقدمة للغاية، يشير الباحثون إلى أن الاستعمار الدائم للمريخ ربما يكون حلمًا بعيد المنال في ظل هذه المخاطر الصحية والتحديات التقنية.

أما عن التحديات السياسية لإنهاء الأزمات مثل الصراع الحالي في غزة، فهي تندرج تحت شبكة معقدة من المصالح المتضاربة التي تتطلب حلولًا دبلوماسية شاملة وإرادة دولية قوية.