الكاتبة : إيمان سالم

يواصل الاحتلال الصهيوني ارتكاب أعماله العدائية ضد الشعب الفلسطيني منذ أكثر من سبعين عامًا، إلا أن الأمل لا يفارق المسلمين الذين يؤمنون بوعود الآيات والأحاديث بالنصر القريب. يرى ابن باز أنه رغم عدم ذكر تحرير فلسطين بشكل دقيق في القرآن، إلا أن هناك آيات تدل بشكل عام على انتصار المسلمين على اليهود. فقد أشار الله تعالى في سورة الإسراء إلى فساد بني إسرائيل وعلو شأنهم، وتأكيد العقوبة السماوية عليهم، وذلك في قوله: "وقد قضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علواً كبيراً". 

توضح السورة أن الله سيعاقب بني إسرائيل عن فسادهم الأول، حيث يسلط عليهم قوما أشداء يجتاحون أراضيهم وتنتهي بسيادتهم. وفي مرحلة لاحقة يعفو الله عن بني إسرائيل مرة أخرى ويمنحهم القوة والرزق، إلا أنه يحذرهم من العواقب المحتملة لفسادهم المتجدد. 

تشير الآيات إلى قدوم قوم يهزمون بني إسرائيل للمرة الثانية. ويفسر البعض أن هؤلاء القوم هم المسلمون الذين سيحررون المسجد الأقصى مرة أخرى، ولكن التوقيت والمكان غير معروفين.

بمناقشة الحديث النبوي، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود..."، مما يشير إلى قتال بين المسلمين واليهود، حيث يأتي النصر للمسلمين بقيادة عيسى بن مريم الذي يقتل المسيح الدجال في منطقة رملة اللد.

ويؤكد ابن باز على حتمية نصرة المسلمين كما ورد في الحديث، رغم أن توقيت ومكان هذا النصر غير معروفين. ويرى أنه لتحقيق ذلك، يجب العودة إلى التطبيق الصحيح للإسلام. لا يربط ابن باز بين يوم القيامة وتحرير فلسطين بشكل مباشر، إذ أن فلسطين شهدت احتلالاً وتحريراً عبر التاريخ عدة مرات. ومع ذلك، فإنه يستند إلى القرآن والأحاديث للتأكيد على صحة انتصار المسلمين عامةً. 

تشير علامات الساعة الكبرى إلى دلالة ظهور الدجال وعيسى بن مريم، حيث تنتهي مواجهة بين الخير والشر بانتصار الحق. ومن هنا يمكن القول بأن انتصار المسلمين على اليهود قد يكون من علامات الساعة الكبرى. 

نتناول كل هذه الأمور لنستعرض من حرر فلسطين في ضوء القرآن والسنة كما يراه ابن باز، مع التركيز على الآيات والأحاديث الدالة على انتصار المسلمين بقيادة عيسى بن مريم على اليهود بقيادة الدجال في توقيت ومكان غير محددين.