الكاتبة : آية عادل
شهد مركز دشنا بمحافظة قنا واقعة غريبة أثارت التساؤلات، بعدما أجرت النيابة الإدارية معاينة مفاجئة داخل أحد مكاتب الصحة، لتكتشف وجود سرداب أفقي بطول يصل إلى 6 أمتار، إضافة إلى حفرة عمقها يتجاوز 5 أمتار، في منطقة من المفترض أنها مخصصة للخدمات الصحية.
المثير في الأمر أن السرداب والحفرة لم يكونا ضمن الهيكل الأصلي للمبنى، وتم العثور بداخلهما على أدوات ومعدات يُشتبه بأنها تُستخدم لأغراض تنقيب غير مشروع عن الآثار، ما دفع النيابة إلى إصدار قرار عاجل بتشكيل لجنة فنية متخصصة لمعاينة الموقع ورفع تقرير شامل بشأن طبيعة الأعمال الجارية داخله.
وأكدت مصادر مطلعة أن النيابة الإدارية قررت فتح تحقيق موسع في الواقعة، يشمل استدعاء المسؤولين الإداريين بالمكتب، والعمال القائمين على المبنى، وعدد من شهود العيان من الجيران والموظفين.
وتأتي هذه الواقعة في ظل تزايد محاولات التنقيب عن الآثار في عدد من المحافظات، مستغلين أماكن خدمية أو منازل مهجورة، وهو ما يثير القلق حول مدى اختراق مثل هذه الممارسات للمؤسسات الحكومية.
وتتابع النيابة العامة والنيابة الإدارية مجريات التحقيق، في انتظار تقرير اللجنة الفنية الذي سيحدد ما إذا كانت الأدوات المكتشفة تُستخدم فعلاً لأغراض التنقيب، أم أن الأمر متعلق بأعمال حفر تقليدية لأسباب أخرى.
وحتى الآن، لم تُعلن الجهات المعنية عن وجود قطع أثرية أو نتائج تفتيش إضافية، لكنّ المؤشرات الأولية تُرجّح وجود شبهة جنائية قيد الفحص.
الجدير بالذكر أن مكتب الصحة الواقع في مركز دشنا يُعد من الجهات الحيوية لخدمة المواطنين، ويثير هذا الحادث تساؤلات حول الرقابة الداخلية في المؤسسات الخدمية ومدى متابعتها.
النيابة أكدت أنها ستعلن نتائج التحقيق فور الانتهاء من فحص الأدلة والموقع بالكامل.