الكاتبة : آية عادل
أخلت محكمة القاهرة الجديدة بالتجمع الخامس، مساء السبت، سبيل التيك توكر علياء قمرون بكفالة مالية قدرها 20 ألف جنيه، وذلك على خلفية اتهامها بنشر محتوى عبر مواقع التواصل الاجتماعي يسيء إلى القيم الأسرية ويُحرض على الفسق والفجور.
وجاء القرار عقب سلسلة من الإجراءات القانونية التي بدأت بتلقي الأجهزة الأمنية بلاغات رسمية من عدد من المحامين، يتهمون فيها المتهمة المقيمة بمحافظة المنوفية بـ"التعدي على الآداب العامة من خلال محتوى مبتذل وغير لائق".
وبحسب مصادر أمنية، فقد اعترفت المتهمة بعد ضبطها بأنها قامت بتصوير مقاطع الفيديو ونشرها بهدف جذب المتابعين وتحقيق أرباح مادية من الإعلانات والمشاهدات، دون النظر إلى تأثير هذا المحتوى على المجتمع، لا سيّما فئة الشباب والمراهقين.
التحقيقات التي باشرتها النيابة العامة شملت فحص الفيديوهات المنتشرة على حساباتها الرسمية على تيك توك وإنستغرام ويوتيوب، والتي وُصفت بأنها "خادشة للحياء وتحمل رسائل غير أخلاقية ضمنيًا". وتم استدعاء شهود وإجراء تحليل رقمي للمحتوى للتأكد من مدى مخالفته للقوانين المصرية.
وأكدت وزارة الداخلية في بيان غير رسمي، أن هذه الواقعة تندرج ضمن خطة الدولة الشاملة للتصدي لظواهر "المحتوى الهابط" وفرض الرقابة القانونية على منصات التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أن التحركات تأتي استجابة لشكاوى مواطنين ومؤسسات مجتمع مدني.
وأعادت هذه القضية إلى الأذهان جدلًا مستمرًا في المجتمع المصري حول حدود حرية التعبير على الإنترنت، ومتى تتحول من حق شخصي إلى انتهاك للمنظومة الأخلاقية العامة، خصوصًا مع تصاعد ظاهرة "التيك توكرز" الذين يسعون للانتشار بأي وسيلة.
الجدير بالذكر أن علياء قمرون كانت تحظى بمتابعة واسعة على منصاتها الرقمية، حيث يتجاوز عدد متابعيها على تيك توك 600 ألف متابع، وقد أثارت عدد من مقاطعها السابقة انتقادات بسبب طبيعة المضمون، إلا أن هذه هي أول مرة يتم فيها اتخاذ إجراء قانوني مباشر بحقها.
مع الإفراج عنها مؤقتًا، يبقى مصير القضية معلقًا على نتائج التحقيقات المقبلة وسماع أقوال الشهود وتقييم الأدلة الفنية، وسط انقسام حاد في آراء المتابعين بين مؤيد للحرية الفردية ورافض لانحدار الذوق العام في المحتوى الرقمي.