«فى لحظة واحدة حياتى كلها اتدمرت.. العامل فى محل البلاى ستيشن هاجمنى بسلاح أبيض وقطع أوتار إيدى الاتنين وخلى عندى عاهة مستديمة، وكل ده علشان خلاف بدأ معاه من ٣ أسابيع بسبب إنه كان بيغلى الأسعار، وفى يوم الواقعة رفض يسيبنى أقعد فى أوضة كنت عايزها أنا وإخواتى وأصحابى»، يقول عمر خالد (٢٧ عامًا)، الذى لم يكن يتصور أن مشادة كلامية داخل مكان للترفيه فى منطقة المنيل بمصر القديمة فى القاهرة، تتحول إلى جريمة غيرت مستقبله بالكامل، «بقيت قعيد.. مش قادر أشتغل ولا حتى أعيش حياتى زى أى شاب فى سنى».
كان «عمر»، يعمل فى مجال العقارات، قد اعتاد أن يملأ أوقات فراغه باللعب مع أصدقائه وأشقائه داخل ذلك المحل، «المكان بالنسبة لنا كان متنفس.. كنا نلعب ونتفرج على مسلسلات، نضحك ونهزر ونطلع من ضغط الشغل والحياة»، يقول مبتسمًا بحذر، قبل أن يغيم وجهه بالحزن: «لكن كل حاجة اتغيرت من وقت ما جه واحد جديد يشتغل هناك».
ذلك العامل، ويُدعى «محمود»، التحق بالمكان قبل أسابيع قليلة من الحادثة، «من أول يوم كان مختلف.. أسعار الحساب ارتفعت بشكل غريب.. مرة طلب مننا ٨٠٠ جنيه بدل ٥٠٠.. أنا اعترضت وقتها وقلت له الحساب مش كده.. لجأت لصاحب المحل، ورجعنا للكاميرات، وطلع كلامى صح»، يتذكر «عمر»، لكن الحادثة لم تكن سوى نتاج سلسلة من المشادات، «الموضوع اتكرر أكتر من مرة، وكل مرة اضطر أشرح وأتخانق وأرجع لصاحب المكان علشان يحل المشكلة».
حتى جاء يوم الواقعة، دخل «عمر» لحجز غرفة رقم «٥» فى المحل، قبل مجىء اثنين من أشقائه وأصحابه، إذ يفضل تلك الغرفة لأنها مجهزة بإنترنت يسمح بمتابعة المسلسلات بجانب اللعب، يقول لـ«المصرى اليوم»: «فجأة لقيت (محمود) واقف يمنعنى، ويقول لى أقعد فى أوضة تانية، أنا عارف إن الغرفة دى كان عايزها لصحابه، حصل شد فى الكلام، وهو بدأ يزقنى ويزنقنى».
حاول الشاب العشرينى الدفاع عن نفسه، لكن الموقف خرج سريعًا عن السيطرة: «لقيته فوق منى وخانقنى.. إخواتى (محمد) و(عبدالرحمن) اتدخلوا يفكونا، وفجأة (محمود) جرى وجاب سكينة»، المشهد، كما يصفه «عمر»، كان أقرب إلى فوضى لا يتوقعها داخل مكان للترفيه: «بقى يضرب أى حد فى وشه.. حتى إخواتى اتضربوا بظهر السكينة».
نصحه الحاضرون بالخروج إلى الشارع حماية لنفسه: «قالولى اطلع بره.. هو مستهدفك.. خرجت على أساس إن الموضوع يهدأ، لكن لقيته جاى ورايا»، يتنهد الشاب قبل أن يكمل: «زنقنى فى حيطة، وضربنى بجنب السلاح فى دماغى، وبعدين نزل عليا بالسنّ، أنا حطيت إيدى الشمال علشان أصد الضربة، لكنه شد السكينة بقوة فقطع أوتار وأعصاب إيدي».
نزف «عمر» بغزارة، لكنه حاول المقاومة: «ماكنتش حاسس بإيدى الشمال.. رفعت إيدى اليمين، وتكرر نفس اللى حصل، وقتها فقدت السيطرة، جريت وأنا مش قادر أتنفس ولا حتى أمسك نفسى».
فى الطريق، ساعده بعض المارة وأصدقاؤه للوصول إلى المستشفى: «لما دخلت غرفة العمليات، كنت بين الحياة والموت.. الدكاترة عملوا كل اللى يقدروا عليه.. صحيت بعدها وأنا حاسس إن حياتى اتبدلت».
بعد ساعات من الجراحة، يتحدث «عمر» عن أثر الضربة التى لم تصب جسده وحده بل مستقبله كله، يقول: «الدكاترة قالولى عندك عاهة مستديمة.. يعنى خلاص، إيدى راحت وعجزت عن الحركة، أنا شغلى كله بيعتمد على الحركة والمجهود، ومين هيقبلنى دلوقتى؟»، يضيف بمرارة: «مين ممكن يرضى يرتبط بيا؟ أنا ما بعرفش حتى أدخل الحمام أو آكل أو أشرب من غير مساعدة».
رغم عدم شعوره بالراحة، يقول المجنى عليه: «أنا بشكر وزارة الداخلية إنهم قبضوا عليه بسرعة، لكن حقى لسه ما رجعش.. أنا مش عايز غير حقى بالقانون»، ينظر إلى يده المربوطة بالضمادات ويكمل: «مستقبلى ضاع.. حياتى اتقلبت فى لحظة بسبب شوية مشادات على أوضة بلاى ستيشن».
بجانبه، تجلس والدته التى تتابع حديثه بعيون دامعة، مقاطعة: «ابنى كان كل اعتمادى.. النهارده بقى هو اللى محتاج مساعدة فى كل حاجة.. إيده مقطوعة والأعصاب مش بترجع».
تمكنت أجهزة الأمن من ضبط المتهم بعد ساعات من ارتكابه للجريمة، وأمرت النيابة العامة بحبسه ٤ أيام احتياطيًا على ذمة التحقيقات.
كيف تؤثر العوامل الاجتماعية والاقتصادية على زيادة العنف؟
ما هي طبيعة الإصابات التي يتعرض لها الضحايا؟
كيف تؤثر الإصابات الجسدية على قدرة الضحايا على العمل؟
هل تشهد أماكن معينة معدلات أعلى من العنف؟
ما هي أنواع الأسلحة المستخدمة في الحوادث الجنائية؟
.jpg)
.jpg)
">
">
">
">
">
">
">
">