الكاتبة : إيمان سالم

أجهزة الأمن في محافظة المنوفية أعلنت كشفها لتفاصيل حادث مأساوي، تمثل في مقتل طالب أزهري بقرية بني غريان التابعة لمركز قويسنا، حيث تبين أن الوفاة كانت نتيجة اعتداء من قبل والده، في محاولة منه لإخفاء الجريمة من خلال الادعاء بأن الوفاة طبيعية.

تلقت مديرية أمن المنوفية بقيادة اللواء محمود الكموني بلاغًا من العميد نبيل مسلم، مأمور مركز قويسنا، بشأن وصول طالب بالصف الثاني الثانوي الأزهري جثة هامدة إلى مستشفى قويسنا المركزي. أسرة الطالب ادعت أن الوفاة نجمت عن وعكة صحية مفاجئة، ولكن التفاصيل بدأت تتغير عند ظهور آثار إصابات على جسد المتوفى.

باشر فريق البحث الجنائي بالمركز، بقيادة الرائد جمال عبد العظيم والنقيب عبد المنعم محاريق، جمع المعلومات وحصر الاشتباه. ومع تحليل الوضع، ظهرت أدلة تؤكد أن الطالب كان ضحية اعتداءات متكررة من والده، الذي يعمل بمهنة المحارة، بدعوى تقويم سلوك ابنه. الأب اعتمد وسائل عنيفة تتراوح بين الضرب والصعق الكهربائي كوسيلة للتهذيب.

خلال التحقيقات، اعترف الوالد بتعديه على نجله قبل وفاته بساعات معدودة. وبرر تصرفه بأنه لم يكن ينوي قتله، إلا أنه فوجئ بتدهور حالته ونقله للمستشفى، مدعيًا حينها للمحيطين أنه توفي بسبب أزمة صحية مفاجئة.

النيابة العامة قررت التحفظ على الجثمان لنقله إلى الطب الشرعي للكشف عن السبب الدقيق للوفاة. كما أصدرت قرارًا بحبس الأب لمدة أربعة أيام احتياطيًا على ذمة التحقيقات. واستُدعي باقي أفراد الأسرة للإدلاء بشهاداتهم في الواقعة.

تظهر هذه القضية مجموعة من التساؤلات الاجتماعية والمجتمعية البالغة الأهمية مثل:

- كيف يؤثر تعاطي المخدرات في تفاقم الجرائم داخل الأسر؟
- بأي شكل تزيد الخلافات العائلية من احتمالات العنف الأسري؟
- ما هي الآثار المترتبة على الاتهامات الكاذبة في القضايا المتعلقة بالعائلة؟
- ما الذي قد يدفع أبًا لارتكاب جريمة بهذا الشكل ضد ابنه في سياقات اجتماعية مشابهة كحالة بني سويف؟
- وما هي أبرز أنواع الأسلحة المستخدمة مؤخرًا ضمن الجرائم المسجلة في القليوبية؟  

هذه التساؤلات تطرح قضايا تستحق المزيد من البحث والتقصي المجتمعي لتحليل الأسباب واقتراح الحلول اللازمة.