في ظل النقص الحاد في قياداتها وغياب جزء كبير من شبكة أنفاقها، بالإضافة إلى عدم وضوح دعم حليفتها إيران، تواجه حركة حماس تحديات جسيمة للبقاء في غزة أمام فصائل محلية معارضة وضغوط عسكرية متواصلة من إسرائيل. يعمل مقاتلو حماس بشكل مستقل وفقاً لتكليفات بالصمود لأطول فترة ممكنة، لكن الحركة الإسلامية تجد صعوبة في المحافظة على نفوذها في ضوء دعم إسرائيل العلني للقبائل المتنازعة معها، كما أكدت ثلاث مصادر مطلعة على أوضاع حماس.

مع تزايد حدة الأزمة الإنسانية في غزة وارتفاع الضغوط الدولية للمطالبة بوقف إطلاق النار، تشعر حماس بحاجة ضرورية إلى تهدئة الصراع. وأشار أحد المصادر إلى أن وقف القتال لن يمنح فقط راحة لسكان غزة المنهكين، الذين بدأوا في انتقاد الحركة، بل سيوفر أيضاً الفرصة لحماس للتعامل مع المجموعات المارقة، مثل بعض العشائر واللصوص الذين يُعرضون المساعدات للخطر. وفي هذا السياق، أرسلت حماس مجموعة من مقاتليها البارزين للقبض على أحد القادة المتمردين، ياسر أبو شباب، إلا أن الأخير لا يزال بعيدًا عن متناولهم في منطقة رفح التي تسيطر عليها القوات الإسرائيلية، وفقًا لمصادر متعددة.

وبرغم كل الصعوبات، لا تزال حماس قادرة على توجيه ضربات، فقد أسقطت سبعة جنود إسرائيليين في هجوم نفذته جنوب غزة. لكن دبلوماسيين في الشرق الأوسط أشاروا إلى أن تقييمات الاستخبارات تُظهر أن الحركة فقدت قيادتها وفعاليتها المركزية، وأصبحت تقتصر على هجمات محدودة ومفاجئة.

وقدّر مسؤول عسكري إسرائيلي أن إسرائيل قتلت أكثر من 20 ألف مقاتل من حماس ودمرت أو جعلت مئات الأميال من الأنفاق تحت غزة غير صالحة للاستخدام، مما أدى إلى تحول أجزاء كبيرة من غزة إلى أنقاض خلال نحو 20 شهرًا من الصراع.

وأشار مصدر أمني إسرائيلي إلى أن متوسط أعمار مقاتلي حماس "يتناقص يومًا بعد يوم"، بينما تؤكد مصادر أمنية إسرائيلية أن حماس تستهدف تجنيد شباب عاطلين عن العمل ونازحين ضمن فئات المجتمع الفقيرة.

من جهته، قال سامي أبو زهري، مسؤول بارز في حماس، إن الحركة تسعى لتحقيق اتفاق لوقف الحرب مع إسرائيل، مضيفًا أن "الاستسلام ليس خيارًا". وأكد التزام حماس بالمفاوضات واستعدادها لإطلاق سراح جميع الأسرى دفعة واحدة، في إشارة إلى الرهائن الإسرائيليين، ولكنها تشترط وقف عمليات القتل وانسحاب القوات الإسرائيلية.