الكاتبة : إيمان سالم
بملامح منهكة ونبرة مرتبكة توحي بالتوتر الذي يعيشه، ظهر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام عدسات الصحافة خلال زيارته لموقع الهجوم الإيراني على مستشفى سوروكا في بئر السبع.
وفي لحظة غير متوقعة، توقف نتنياهو عن الكلام فجأة بعد أن سمع صوت انهيار خلفه، لينظر مذعورًا ثم يكمل حديثه بصعوبة وسط الكاميرات التي وثقت الحدث. هذا المشهد غير المتوقع أثار اهتمام مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، حيث حاول نتنياهو تطوير صورة القوة والتماسك، إلا أن حادثة السقوط قلبت الأجواء.
تحول مستشفى سوروكا إلى ساحة حرب عقب الهجوم، وانتشر الفيديو الذي يوثق لحظة ارتباك نتنياهو بسرعة عبر منصة "إكس". في الفيديو، يظهر نتنياهو واقفًا مع وفد صحفي قبل أن يُسمع صوت الانهيار الذي يُعتقد أنه ناجم عن أحد أجزاء المبنى المتضرر، ليعبر عن قلقه أمام النشطاء الذين رأوا في ذلك مشهدًا يعكس تصدع منظومة الاحتلال بشكل مادي وسياسي ومعنوي.
الهجوم الإيراني أسفر عن دمار كبير بالمستشفى، وفقًا لما أعلنته سلطات الاحتلال. المستشفى الذي يقع في بئر السبع ويبعد حوالي 35 كيلومترًا عن غزة يُعد من المؤسسات الطبية المهمة في الجنوب، حيث يخدم أكثر من مليون مستوطن وكان مركز إخلاء المصابين الإسرائيليين منذ بداية الحرب على غزة في أكتوبر 2023.
المشهد الذي جمع بين صوت الانهيار وارتباك نتنياهو وصل صداه إلى المتابعين العرب، خاصة على منصة "إكس"، حيث اعتبره البعض رمزًا مشابهًا للمشاهد اليومية في غزة، من انهيار مبانٍ وإخلاء مستشفيات. أحد المستخدمين كتب: "الاحتلال يتذوق من نفس الكأس، مشهد صامت أبلغ من ألف خطاب".
يعكس هذا الموقف عدة مؤشرات على اهتزاز الثقة بحكومة نتنياهو وتزايد الضغوط الداخلية لمواجهة واقع جديد لم يعتد الاحتلال تجربته بهذه المباشرة. الإعلام الإسرائيلي يحاول إدخال العالم في صورة المقاتل اليهودي القادر على هزيمة أعدائه، مشيدًا بصمود المستوطنين على الأراضي الفلسطينية المحتلة وقدرتهم على تجاوز النكبات وسط تغطية كاملة للهجمات الإيرانية المتكررة.