الكاتبة : إيمان سالم
قد يكون المشهد في سماء الأرض قبل 466 مليون سنة استثنائياً بحق، حيث تُرجّح الدراسات أنه خلال تلك الحقبة، ربما كانت كوكبنا محاطًا بحلقات براقة مشابهة لتلك التي نراها اليوم حول كوكبي زحل والمشتري.
بحسب دراسة حديثة، يُعتقد أن الأرض خلال فترة الأوردوفيشيان، وهي إحدى الفترات الجيولوجية القديمة التي بدأت قبل حوالي 485 مليون سنة واستمرت حتى 443 مليون سنة مضت، كانت محاطة بحلقة مكونة من حطام كويكبي ناتج عن تصادم في الفضاء.
أشارت الجمعية الفلكية بجدة عبر موقعها أن هذه الفترة شهدت تحولات بيولوجية ومناخية هائلة. فمن المحتمل أن الحلقة المكونة من الحطام قد تسببت في حدوث تغيرات مناخية ملحوظة، منها انخفاض كبير في درجات الحرارة فيما يُعرف بفترة التجمد الكبرى. ويُفترض أن الظلال التي ألقتها هذه الحلقة على سطح الأرض والغبار الناتج عن اصطدام حطامها ساهمت في تقليل درجات الحرارة بمعدل يصل إلى 8 درجات مئوية.
كانت تلك الفترة تشهد ازدهارًا بيولوجيًا غير مسبوق، ولكن الكوكب كان هدفاً أيضاً لسلسلة من الاصطدامات النيزكية أثرت على سطحه، وهو الحدث المعروف بـ "الارتفاع المفاجئ للاصطدامات في الأوردوفيشيان". وقد عُثر على آثار هذه الاصطدامات في صخور الحجر الجيري القديمة، حيث تم توثيق 21 فوهة نيزكية في مناطق مستقرة جيولوجياً تُعرف بـ "الكراتونات"، جميعها ضمن نطاق 30 درجة من خط الاستواء. هذا التمركز يثير تساؤلات حول عوامل محتملة أدت إلى تركيز الاصطدامات في تلك المنطقة تحديداً.
ويرجح الباحثون أن جرمًا سماويًا قد انحرف من حزام الكويكبات واقترب من مدار الأرض، مما أدى إلى تشكيل هذه الحلقة المؤقتة حول الكوكب. وعلى الرغم من عمرها القصير نسبيًا، إلا أن تأثيرها كان واسع النطاق بتغيير المناخ الأرضي.
هذا الاكتشاف يسلط الضوء على التأثير العميق للأحداث الفلكية الكبيرة على مناخ الأرض وتاريخها البيئي.
**حول تأثير الظواهر الفلكية:**
نعم، الظواهر الفلكية يمكنها أن تؤثر بصورة ملموسة على الأحداث الجيولوجية والمناخية والحيوية على الأرض. من الكويكبات والمذنبات إلى الانفجارات النجمية الكبرى في أرجاء الكون، تحمل هذه الأحداث أحيانًا تأثيرات طويلة الأمد قد تغير مسار التاريخ الطبيعي للكوكب.
**مهمة مسبار باركر الشمسي:**
أما عن مسبار باركر الشمسي، فهو مصمم لدراسة الشمس بشكل مباشر وغير مسبوق. هدف المهمة هو الاقتراب أكثر من أي وقت مضى من الهالة الشمسية (الغلاف الخارجي للشمس) للحصول على بيانات تساعد العلماء على فهم طبيعة الرياح الشمسية وتأثيرها على النظام الشمسي والكواكب، بما فيها الأرض.