الكاتبة : أمل شريف

تتواجد الذخائر والصواريخ في الشوارع والمنازل والمدارس والأسواق في جميع أنحاء المدينة، حيث بدأت العائلات في العودة إلى المباني التي استولت عليها قوات الدعم السريع.

تعمل فرق التطهير المحلية والدولية على فحص المناطق، ساعية لتأمين الوضع الأمني، لكنها تواجه صعوبة بسبب نقص العدد اللازم من العاملين والتمويل، خاصة بعد التقليص في المساعدات الأمريكية.

في أحد العمارات، أشار علي إلى قذائف مرمية على الطريق الترابي الذي يربط بين مدرسة ورياض الأطفال، كما تم رصد عدة صواريخ عالقة في سيارات تحطمت خلال النزاع.

أفاد حارس مبنى آخر أن السلطات اكتشفت ذخائر وطائرات مسيرة في الطابق السفلي وقامت بإزالتها، في حين لا تزال الصواريخ المضادة للدبابات موجودة في المكان. منذ استعادة الجيش السيطرة على الخرطوم، عاد أكثر من 100 ألف شخص إلى مناطقهم، في خضم الصراع الذي اندلع نتيجة خطط دمج الجيش مع قوات الدعم السريع.

رغم ذلك، لا تزال قوات الدعم السريع تسيطر على مساحات واسعة في غرب السودان، وقد غيرت استراتيجيتها من الهجمات البرية إلى استخدام الطائرات دون طيار لاستهداف البنية التحتية في المناطق التي تحت سيطرة الجيش.

وفي هذا الصدد، أعلن المركز الوطني لمكافحة الألغام في السودان أنه تم تدمير أكثر من 12 ألف لغم خلال فترة النزاع، وكشف مدير المركز، اللواء خالد حمدان، عن اكتشاف 5 آلاف لغم إضافي بسبب توسيع العمليات في الأراضي التي تم استعادتها حديثاً.

تشير التقارير إلى أن 16 مدنيا على الأقل لقوا حتفهم وأصيب العشرات جراء انفجار الذخائر في الأسابيع الأخيرة، وسط مخاوف من أن الحصيلة الفعلية قد تكون أعلى بكثير. قال جمال البشرى، الذي يقود جهود إزالة الألغام في العاصمة، إن هناك خمسة فرق عمل فقط متاحة حالياً في الخرطوم، والتي شهدت أعنف المعارك.

وأشار حمدان إلى الحاجة الملحة إلى 90 مليون دولار للبدء في عمليات إزالة الألغام بشكل شامل. تلتقط الفرق القذائف يدوياً وتضعها بحذر في حقائب وصناديق قديمة، أو تُحمَل على ظهر شاحنة صغيرة مع تغطيتها بطبقة من التراب لحمايتها.

تقوم بعض المجموعات التطوعية بدور في هذه الجهود. وذكر حلو عبد الله، رئيس أحد الفرق العاملة في حي أمبدة المجاور للخرطوم، أنهم تعاملوا مع أكثر من عشر قذائف حية في يوم واحد فقط. كان برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الألغام على وشك الإغلاق في مارس الماضي بسبب تقليص التمويل الأمريكي، إلا أن كندا تدخلت لدعمه ومساعدته في مواصلة أعماله.