الكاتبة : آية عادل

في أول تصريح له منذ إعلان وقف إطلاق النار بوساطة أمريكية مع باكستان، أكد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أن بلاده جمدت أعمالها العسكرية، لكنه شدد على أن الهند سترد بقوة في حال وقوع أي هجوم إرهابي مستقبلي. وأضاف قائلاً: "سنراقب كل خطوة من خطوات باكستان".

جاءت تصريحات مودي بعد يومين من الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الهند وباكستان لوقف جميع الأعمال العسكرية على الأرض والجو والبحر. ويُنظر إلى هذا الاتفاق، الذي توسطت فيه الولايات المتحدة، على أنه خطوة نحو تهدئة التوترات المتصاعدة بين الجارتين النوويتين.

وفي سياق متصل، نقلت وكالة أنباء «خامة برس» عن مصادر هندية أن الهند نفذت سلسلة من الضربات الصاروخية على باكستان والشطر الخاضع لإدارتها من كشمير. وادعت نيودلهي أن هذه الضربات استهدفت ما وصفته بـ "البنية التحتية للإرهاب" ردًا على الهجوم الذي وقع في 22 أبريل في باهالجام، جامو وكشمير، وأسفر عن مقتل 26 مدنيًا.

ووفقًا لمسؤولين هنود، أصابت 24 صاروخًا دقيق التوجيه تسعة مواقع منفصلة، مما أدى إلى مقتل أكثر من 70 مسلحًا وإصابة أكثر من 60 آخرين. ووصفت الحكومة الهندية العملية بأنها "رد موجّه" على ما أسمته "التشدد عبر الحدود"، مؤكدةً أن الضربات نُفّذت بطريقة "مُركّزة ومدروسة وغير تصعيدية"، مع تجنب المناطق المدنية والمنشآت العسكرية.

واتهمت الهند باكستان بـ "إيواء ودعم جماعات مسلحة" تنشط في كشمير وخارجها، وهو ادعاء تنفيه إسلام آباد بشدة. وأشارت وزارة الدفاع الهندية إلى أن الغارات استهدفت منشآت تابعة لجماعات صنفتها الأمم المتحدة والعديد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، كـ "منظمات إرهابية".

تأتي هذه المزاعم في ظل اتهامات هندية مستمرة منذ فترة طويلة لعناصر من الجيش وأجهزة الاستخبارات الباكستانية بدعم جماعات مسلحة غير حكومية في إطار ما تصفه نيودلهي بـ "موقف استراتيجي أوسع تجاه الهند". وقد نفت باكستان هذه الاتهامات مرارًا وتكرارًا، مؤكدةً أنها لا تدعم الإرهاب. وقد جذبت هذه القضية اهتمامًا عالميًا واسعًا.

ويؤكد مسؤولون هنود أن العملية العسكرية الأخيرة كانت "ضرورية لردع المزيد من الهجمات وتعطيل ما يصفونه باستراتيجية بالوكالة راسخة". ويشددون على أن العملية "لم تكن تهدف إلى إثارة الحرب، بل إلى فرض عقوبات على استمرار العنف عبر الحدود".

يبقى أن نرى كيف سترد باكستان على هذه التصريحات والاتهامات، وما إذا كان وقف إطلاق النار المعلن سيصمد في ظل هذه التوترات المستمرة.