الكاتبة : آية عادل

في إنجاز غير مسبوق يعكس قيم التعايش والاحترام المتبادل بين أبناء الوطن الواحد، حصلت الدكتورة كريستين حنا على درجة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية من جامعة بورسعيد، لتصبح بذلك أول سيدة مسيحية تنال هذا التقدير الأكاديمي الرفيع في هذا التخصص داخل محافظة بورسعيد، في خطوة تُعد علامة مضيئة في تاريخ التعليم المصري.

وقد لاقت رسالة الدكتورة كريستين إشادة كبيرة من اللجنة العلمية المشرفة على مناقشة الرسالة، حيث تميزت بالموضوعية والدقة والمنهج العلمي الرصين، فضلاً عن تناولها لقضايا الفكر الإسلامي بأسلوب يعكس احترامًا عميقًا للثقافة الإسلامية وفهمًا مستنيرًا لقيمها.

وفي لفتة تقدير من المؤسسة الدينية الأرفع في مصر، أوصى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بتعيين الدكتورة كريستين حنا في أحد المناصب الأكاديمية المناسبة، تعبيرًا عن إعجابه الشديد بمستواها العلمي وحرصها على تعزيز قيم الحوار والتفاهم بين الأديان.

من جانبها، أعربت الدكتورة كريستين عن امتنانها العميق لهذا التكريم قائلة: "أنا فخورة بكوني ابنة لمجتمع يقدّر العلم ويحتضن أبناءه دون تفرقة، وأتمنى أن أكون جسرًا لتعزيز الفهم المشترك والتعايش السلمي بين الأديان."

ويأتي هذا الإنجاز ليؤكد أن العلم لا يعرف حدودًا دينية أو ثقافية، وأن الجامعات المصرية تفتح أبوابها أمام كل من يسعى إلى البحث والتطوير، وتمنح التقدير لمن يستحق، بعيدًا عن أي اعتبارات سوى الكفاءة والتميز.

كما يبعث هذا الحدث برسالة قوية مفادها أن مصر نموذج يحتذى في التعايش الديني والتنوع المجتمعي، وأن روح التسامح والانفتاح جزء أصيل من نسيجها الوطني والثقافي.