الكاتبة : إيمان سالم

في حوار مع صحيفة نيويورك تايمز، وجه بيل جيتس، المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت وأحد أبرز الشخصيات في العمل الخيري على مستوى العالم، انتقادات لاذعة لإيلون ماسك، متهمًا إياه بالتسبب في نتائج غير مباشرة أدت إلى تدهور الوضع الإنساني وازدياد معدلات وفيات الأطفال الفقراء بسبب تخفيضات في الدعم المالي المخصص للمساعدات الدولية.

بيل جيتس ينتقد سياسات ماسك في تقليص المساعدات  
عبّر جيتس عن استيائه من التأثير "الكارثي" لتقليص ميزانية وكالة التنمية الدولية الأمريكية، مؤكدًا أن هذه التخفيضات تعني حرمان مليون طفل إضافي من إنقاذ حياتهم خلال السنوات المقبلة. وأضاف: "كنا نأمل تقليل وفيات الأطفال من 5 ملايين إلى 4 ملايين، لكن الآن قد نشهد ارتفاعًا إلى 6 ملايين دون أي تغير جوهري".

إيلون ماسك في دائرة الاتهام  
ما زاد من حدة تصريحات جيتس هو تحميله المسؤولية المباشرة لإيلون ماسك، مشيرًا إلى دوره في تقليص ميزانية الوكالة بنسبة تصل إلى 80%، والتي تراجعت إلى 44 مليار دولار في عام 2023. ووصف هذا القرار بأنه أدى إلى تأثيرات خطيرة على جهود محاربة الفقر والأمراض في الدول الأكثر حاجة. وعبّر جيتس عن استيائه قائلاً: "أن ترى أحد أغنى رجال العالم يتسبب بشكل غير مباشر في موت أفقر أطفال العالم.. إنها صورة مرعبة للغاية".

انتقادات لقرارات خفض التمويل الفيدرالي  
لم تسلم إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب من تعليقات جيتس اللاذعة، إذ أبدى قلقه من تقارب السياسات المالية بين ترامب وماسك، خاصة فيما يتعلق بتقليص المساعدات الإنسانية الفيدرالية. واعتبر هذه السياسات ذات تأثير "مباشر ومدمر"، مما يهدد ملايين الأرواح التي تعتمد على هذه المساعدات.

تصعيد الجهود الخيرية  
أعلن جيتس عن خطط لزيادة إنفاق مؤسسته الخيرية إلى 9 مليارات دولار سنويًا بحلول العام 2026، مع نيته رفع هذا الرقم ليصل إلى 10 مليارات لاحقًا. ورغم ضخامة هذه المبالغ، أشار إلى أن الجهود الخيرية وحدها غير كافية لتعويض انسحاب الحكومات من التزاماتها. وأكد أن "المؤسسات الخيرية لا تستطيع ملء الفراغ الذي تتركه تراجع الحكومات".

كما شارك جيتس رؤيته المستقبلية لمؤسسته الخيرية، كاشفًا عن خطة لتصفية المؤسسة بحلول عام 2045 بعد أن تكون قد أنفقت حوالي 200 مليار دولار على مشاريع إنسانية عديدة، مثل القضاء على الملاريا وشلل الأطفال وتقليل وفيات النساء والأطفال. وأكد التزامه بتخصيص 99% من ثروته للأعمال الخيرية قبل ذلك الموعد، مستشهدًا بما تعلمه من والده حول أهمية استخدام المال لخدمة البشرية بدلاً من الاكتفاء بتكديسه.