الكاتبة : آية عادل
هزت منصة زيتيو الإعلامية الأمريكية الأوساط الإعلامية والحقوقية بالكشف عن فيلم وثائقي استقصائي جديد بعنوان "من قتل شيرين؟" والذي عرض لأول مرة في مدينة نيويورك، وزعم الفيلم تحديد هوية الجندي الإسرائيلي الذي أطلق الرصاصة القاتلة على الإعلامية الفلسطينية القديرة شيرين أبو عاقلة في مايو 2022 بمدينة جنين شمال الضفة الغربية.
ووفقًا للمعطيات التي قدمها الفيلم الوثائقي، فإن الجندي المتهم بقتل شرين أبو عاقلة هو ألون سكاجيو. الأمر الذي أثار صدمة ودهشة واسعة، إلا أن المفارقة الأكثر إثارة للدهشة هي ما كشفه الفيلم عن مقتل "سكاجيو" نفسه في 27 يونيو 2024، أي بعد عامين تقريبًا من استشهاد شرين، وذلك في مدينة جنين ذاتها، نتيجة لتفجير عبوة ناسفة خلال عملية اقتحام أخرى نفذها الجيش الإسرائيلي للمدينة.
وقد نقل الفيلم شهادة لجندي إسرائيلي لم يتم الكشف عن هويته، زعم فيها أن "سكاجيو" لم يبد أي تفاخر بقتله لشيرين أبو عاقلة، ولكنه في الوقت نفسه لم يظهر أي أسف أو تأنيب للضمير على فعلته. هذه الشهادة تثير تساؤلات حول دوافع الجندي وظروف إطلاق النار.
الأكثر إثارة للقلق في الفيلم الوثائقي هو ما تم الكشف عنه بشأن مساعي مزعومة للحكومتين الإسرائيلية والأمريكية لإخفاء معلومات حساسة تتعلق بظروف اغتيال شرين أبو عاقلة، وعرقلة الوصول إلى الجندي المسؤول عن قتلها. هذه الادعاءات من شأنها أن تزيد من حدة الانتقادات الموجهة لكلا الحكومتين وتعمق الشكوك حول شفافية التحقيقات التي أجريت في القضية.
يُذكر أن الإعلامية المحنكة شيرين أبو عاقلة، مراسلة قناة الجزيرة، استشهدت في 11 مايو 2022 أثناء تغطيتها لعملية اقتحام نفذها الجيش الإسرائيلي لمدينة جنين. وقد خلصت تحقيقات عديدة أجرتها مؤسسات إعلامية وحقوقية فلسطينية وإسرائيلية ودولية في حينه إلى أن الرصاصة التي أودت بحياتها أطلقت من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
إن الكشف عن هذه المعلومات الجديدة من خلال الفيلم الوثائقي الأمريكي من شأنه أن يعيد فتح ملف قضية استشهاد شرين أبو عاقلة على نطاق واسع، ويطالب بمزيد من التحقيقات المستقلة والشفافة لمحاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة النكراء. كما يسلط الضوء على المخاطر الجسيمة التي يواجهها الصحفيون أثناء تغطيتهم للنزاعات والتوترات في مناطق الصراع.