الكاتبة : أمل شريف
بعد أشهر من المفاوضات، وقعت بلغاريا واليونان اتفاقية مياه تمتد لخمسة أعوام، كما أكدت وزارة الخارجية البلغارية يوم الأربعاء، مما أسعد المزارعين اليونانيين الذين كانوا قلقين بشأن محاصيلهم. تأتي هذه الاتفاقية لتعوض اتفاقية سابقة استمرت 60 عامًا وانتهت في يوليو الماضي، وهي تعكس هشاشة موارد المياه في منطقة البحر الأبيض المتوسط نتيجة لتغير المناخ.
أثار الجمود في المناقشات قلق المزارعين في إيفروس شمال اليونان، الذين نظموا احتجاجًا عبر حصار الجرارات في يناير، مطالبين بحل سريع. وقد أدى هذا الوضع إلى جدل داخل بلغاريا، حيث اتهمت أحزاب المعارضة الحكومة بالتفريط في مورد ثمين دون مقابل.
وفقًا لإعلان مشترك وُقع من قبل وزيري خارجية البلدين في الثاني من مايو، ستقوم بلغاريا بإطلاق مياه نهر أردا، والتي تتدفق من جبالها، إلى 50 ألف فدان (20 ألف هكتار) من سهل إيفروس في شمال اليونان. وقد ذكرت الوزارة، دون تقديم تفاصيل إضافية، أن الجانبين يؤكدان على أهمية الموارد المائية وضرورة حمايتها في ظل المخاطر التي يسببها تغير المناخ.
كان المزارعون اليونانيون يأملون في التوصل إلى اتفاقية طويلة الأمد، لكنهم استقبلوا الاتفاقية الجديدة بارتياح. قال ديميتريس دراكوديس، رئيس جمعية مزارعين محلية: "كنا قلقين لأنه قد بدأ موسم الري، لكن في اللحظة الأخيرة تحقق الحل." ورغم ذلك، لا يزال المزارعون ينتظرون تفاصيل إضافية بشأن شروط الاتفاق.
تجدر الإشارة إلى أن الاتفاق السابق كان جزءًا من تعويضات الحرب العالمية الثانية، المبرمة عام 1964، والتي كانت تلزم بلغاريا بتوزيع 186 مليون متر مكعب من المياه سنويًا من مايو إلى سبتمبر، بواسطة السدود الكهرومائية إلى نهر إيفروس. وأكدت بلغاريا، من جانبها، أنه لا توجد خزانات مياه عاملة في المنطقة، مما يتطلب من اليونان تحديث أو بناء مرافق جديدة لتخزين المياه وفقًا للاتفاق الجديد.