الكاتبة : إيمان سالم

في صباح يوم الأربعاء، وبينما كان الإسرائيليون يستعدون لإحياء ذكرى استقلالهم، اجتاحت النيران غابات في غرب القدس، مما أثار حالة من الذعر والارتباك في أنحاء الدولة.

التساؤلات حول افتعال الحرائق بدأت تطفو إلى السطح عندما اشتعلت البقعة الأولى بالقرب من مستوطنة "مسيلاة تسيون". الرياح القوية، التي كانت سرعتها تفوق 90 كم/س، ساعدت في انتشار النيران التي وصلت إلى غابات اللطرون، قاطعة الطريق الرئيسي رقم 1 الذي يربط القدس بتل أبيب. اضطر السائقون إلى التخلي عن سياراتهم والهرب سيرًا على الأقدام وسط الدخان الكثيف.

شموليك فريدمان، قائد منطقة القدس في خدمات الإطفاء والإنقاذ، أشار خلال مؤتمر صحفي إلى أن هذه الحرائق قد تكون الأكبر التي شهدوها حتى الآن، مؤكدًا أن الجهود لإخمادها لا تزال بعيدة عن النجاح.

فيما اعتُبرت هذه الحرائق تهديدًا للأمن القومي لإسرائيل، أثارت تقارير إعلامية شبهات حول تورط محتمل لعناصر من المقاومة الفلسطينية، خاصة بعد اعتقال 3 أشخاص مشتبه بهم. تزايدت الاتهامات مع دخول جهاز الشاباك في التحقيقات، بينما اعتبر وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير الحادثة هجومًا إرهابيًا كبيرًا.

وبسبب خطر النيران والإخلاءات الاضطرارية، ألغيت جميع فعاليات عيد الاستقلال المعتادة. قامت فرق الإسعاف بإجلاء السكان من المناطق المتأثرة، بينما أُصيب النظام الوطني بالتوتر بسبب الحرائق المشتعلة في أكثر من 20 موقعًا.

المخاطر ليست مقتصرة على النيران؛ بل تتجاوزها إلى الدلالات الرمزية للأماكن المستهدفة، مثل المتحف الوطني للدبابات في اللطرون. إضافة إلى ذلك، طلبت إسرائيل مساعدات طارئة من خمس دول أوروبية لمواجهة الأزمة المتفاقمة، وسط تحذيرات رسمية للجمهور بالبقاء في المنازل.

وسط التوترات المتصاعدة، استمرت الرياح العاتية في زيادة تعقيد الوضع رغم الظلام الذي حلّ. حاييم رافالوفسكي من خدمات الطوارئ حذّر من أن الأزمة قد تتفاقم أكثر في الساعات المقبلة.