الكاتبة : آية عادل

دمنهور – البحيرة: في حكم تاريخي هز أرجاء محافظة البحيرة ومصر بأسرها، أسدلت محكمة جنايات جنوب دمنهور اليوم الستار على قضية "الطفل ياسين" المجني عليه في واقعة هتك عرضه المروعة داخل مدرسة الكرمة الخاصة للغات، بإصدار حكمها الصارم بالإدانة، وقضت بمعاقبة المتهم بالإعدام شنقًا لما اقترفه من جرم شنيع بحق الطفولة وبراءتها.

هذا الحكم، الذي طال انتظاره وترقبه من قبل الرأي العام، جاء ليثلج صدور أسرة الطفل "ياسين" وكل من تعاطف مع قضيته، وليبعث برسالة قوية وواضحة مفادها أن المجتمع والقضاء المصري لن يتهاونا أبدًا مع مرتكبي جرائم التحرش والاعتداء الجنسي على الأطفال، وأن حماية براءة الطفولة هي خط أحمر لا يمكن تجاوزه.

دموع الفرح والارتياح.. نهاية لكابوس عام كامل:

عقب النطق بالحكم، عمت أجواء من الفرحة والارتياح مقر محكمة جنوب دمنهور، حيث علت تكبيرات أسرة "الطفل ياسين" ومؤازريهم، الذين قضوا عامًا كاملاً يعانون مرارة الانتظار والأمل في تحقيق العدالة. دموع الفرح امتزجت بعبارات الشكر للقضاء المصري النزيه الذي أنصف طفلهم ورد له اعتباره.

تأكيد على ثبوت الجريمة.. تقرير الطب الشرعي ودفاع قوي:

استندت المحكمة في حكمها التاريخي إلى سلسلة من الأدلة القوية والقرائن الدامغة التي قدمها فريق الدفاع عن "الطفل ياسين"، وعلى رأسها تقرير مصلحة الطب الشرعي الذي أكد بشكل قاطع تعرض الطفل لاعتداء جنسي متكرر. كما لعبت شهادة الطفل الشجاعة وتعرفه الدقيق على المتهم خلال مراحل التحقيق دورًا حاسمًا في ترسيخ اقتناع المحكمة بإدانة المتهم.

وقد نجح فريق الدفاع، بقيادة المحامي عصام مهنا، في تفنيد محاولات دفاع المتهم وإبراز بشاعة الجرم الذي ارتكبه بحق طفل لم يبلغ الحلم بعد، مؤكدين على الأثر النفسي والجسدي المدمر الذي لحق بالطفل جراء هذه الاعتداءات الآثمة.

رسالة قوية للمتحرشين.. لا مكان لكم في مجتمعنا:

حكم الإعدام على مغتصب "الطفل ياسين" يمثل صفعة قوية لكل من تسول له نفسه استغلال ضعف الأطفال والاعتداء على براءتهم. إنه تأكيد على أن المجتمع المصري بكل أطيافه يقف صفًا واحدًا في مواجهة هذه الجرائم البشعة، وأن القضاء سيكون لهم بالمرصاد.

كما أن هذا الحكم يضع مسؤولية أكبر على عاتق المؤسسات التعليمية والأسر لتعزيز آليات الحماية وتوفير بيئة آمنة للأطفال، والتأكيد على أهمية الإبلاغ الفوري عن أي حالات اشتباه أو انتهاك لحماية فلذات أكبادنا من براثن الوحوش البشرية.

خطوة أولى نحو جبر الضرر.. ومعركة مستمرة لحماية الطفولة:

على الرغم من أن حكم الإعدام يمثل انتصارًا كبيرًا لقضية "الطفل ياسين" وتحقيقًا للعدالة المنشودة، إلا أن معركة حماية الطفولة لا تزال مستمرة. يجب على المجتمع بأسره أن يتكاتف لتعزيز الوعي بمخاطر التحرش الجنسي، وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي للضحايا وأسرهم، وتطبيق قوانين رادعة على مرتكبي هذه الجرائم.

قضية "الطفل ياسين" ستظل شاهدًا حيًا على بشاعة جريمة الاعتداء على الأطفال، وستكون دافعًا قويًا نحو بناء مجتمع أكثر أمانًا وحماية لبراءة الطفولة، مجتمع لا يسمح أبدًا بتكرار مثل هذه الفواجع. اليوم، انتصر القضاء لياسين، وغدًا يجب أن ننتصر جميعًا لأطفالنا.