أثار عميل سابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية واحدة من أكثر النظريات الجدلية حول وفاة هتلر، مشيرًا إلى أن الزعيم الألماني لم يمت في مخبئه ببرلين، بل هرب إلى أمريكا الجنوبية بمساعدة الحكومة الأرجنتينية.

وقال بوب باير، ضابط المخابرات السابق البالغ من العمر 72 عامًا والذي يملك 21 عامًا من الخبرة في التجسس، لصحيفة ديلي ميل البريطانية إنه ينتظر أدلة جديدة من الأرشيف الأرجنتيني تدعم ادعاء تزوير هتلر وفاته وفراره إلى الأرجنتين.

وفقًا لباير، قد تكشف الوثائق أن الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية لم توفر ملاذًا آمنًا للنازيين الفارين فحسب، بل ربما كانت مشاركة في خطط لبناء "الرايخ الرابع" في المنطقة.

كما يتوقع أن تشير السجلات إلى تورط مسؤولين أرجنتينيين في حماية نازيين رفيعي المستوى بتسهيل بناء مجمعات سرية، منها مجمع اُكتشف خلال تنقيب أثري في عام 2015 في مقاطعة ميسيونيس.

قال باير للصحيفة: "تم إنفاق أموال كبيرة على بناء مجمع سكني مزود بتجهيزات حديثة في موقع ناء". وأشار إلى عملية التنقيب التي كشفت عن عملات ألمانية من حقبة الحرب العالمية الثانية وتذكارات نازية أخرى.

الادعاء بأن هتلر هرب وعاش في المنفى ليس بجديد، لكنه يعارض الرواية التاريخية السائدة التي تؤكد أن هتلر وزوجته إيفا براون انتحرا في أبريل 1945 في قبو الفوهرر ببرلين. وتعرفت السلطات السوفيتية على رفاتهما، التي تعرضت للحرق جزئيًا ودفنت. ومع ذلك، استمرت نظريات المؤامرة لعقود، زاعمة أن هتلر ربما استخدم أنفاقًا للهروب أو فر عبر غواصة بعد رحلة عبر جزر الكناري.

حظيت هذه الادعاءات باهتمام متجدد في عام 2009 عندما كشف تحليل الحمض النووي أن جزءًا من جمجمة كان يعتقد لوقت طويل أنها لهتلر تعود في الواقع لامرأة عمرها بين 20 و40 عامًا.

وصف باير هذا الاكتشاف بأنه "واحد من الألغاز العظيمة في التاريخ التي لن نحصل لها على إجابة كاملة أبدًا".

ورغم التكهنات، كشفت وكالة المخابرات المركزية عن وثائق تؤكد وفاة هتلر في المخبأ. إلا أن باير أشار إلى أن اهتمام الوكالة بتقارير الهروب بعد الحرب يعني أن هذا السيناريو أخذ بعين الاعتبار. وأوضح: "وكالة المخابرات المركزية لا تُدار بفضول الضباط الميدانيين".

وأشار إلى أنه إذا كانت وكالة المخابرات المركزية تدرس هذه التقارير بعد عشر سنوات من نهاية الحرب، سواء صدقها الناس أم لا، فإن ذلك يعكس اعتقادًا سائدًا لدى السلطة التنفيذية في الحكومة الأمريكية بأن هتلر ربما نجا من العقاب.

بانتظار إفراج الأرشيف الأرجنتيني عن معلومات قد تلقي ضوءًا جديدًا على هذا التساؤل التاريخي المُلِح.