ساوث كارولينا – الولايات المتحدة الأمريكية – في مشهد كارثي يفاقم أزمة الحرائق في الولايات المتحدة، تواجه ولاية ساوث كارولينا واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخها، حيث اجتاحت النيران أكثر من 4,200 فدان من الغابات والأراضي المفتوحة. سلسلة من 175 حريقًا اشتعلت في مناطق متفرقة من الولاية، مما أدى إلى تهديد حياة المواطنين وتدمير العديد من الممتلكات.
مع تقدم النيران وتوسع رقعة الحريق، بدأ الدخان الكثيف يغطي سماء المناطق المتضررة، ما دفع السلطات المحلية إلى إعلان حالة الطوارئ في معظم المدن والبلدات المتأثرة. تقارير أولية تشير إلى أن الرياح القوية وارتفاع درجات الحرارة ساعدا في انتشار النيران بسرعة، مما جعل فرق الإطفاء تواجه صعوبة في السيطرة على الحرائق.
إجلاء السكان تحت وطأة النيران
فيما تستمر النيران في التهام المزيد من الأراضي، تم إجلاء الآلاف من السكان من المناطق المتضررة. فرق الطوارئ انتشرت في الشوارع لإرشاد المواطنين إلى طرق النجاة، وسط حالة من الذعر والتوتر. الصور التي تم التقاطها تظهر المشاهد المروعة من تدمير المنازل القريبة من مناطق الحريق، بالإضافة إلى الهدوء التام في المدن التي أُجلي منها السكان.
العديد من السكان الذين تم إجلاؤهم عبروا عن خوفهم من انتشار النيران بشكل أكبر، خاصة مع التهديد الذي يشكله الحريق على المزارع والمنازل. أحد سكان المنطقة، جوناثان ميك، قال في حديثه للصحافة: "منزلنا في خطر، والمناطق التي نشأت فيها تحت رحمة النيران. نأمل أن تتمكن فرق الإطفاء من إيقاف هذه الكارثة في أقرب وقت."
السلطات في حالة طوارئ
في وقت مبكر من صباح اليوم، أصدرت السلطات المحلية أوامر بإغلاق بعض الطرق السريعة لتسهيل وصول فرق الإطفاء إلى المناطق المتأثرة. كما تم استدعاء المزيد من فرق الإطفاء من الولايات المجاورة، بالإضافة إلى استخدام الطائرات لإلقاء المياه على المناطق الأكثر اشتعالًا.
وأعلنت ولاية ساوث كارولينا عن حالة الطوارئ بشكل رسمي، لتسهيل استجابة السلطات وتوفير المساعدات اللازمة لمساعدة المواطنين المتضررين، والمسؤولون في الولاية قالوا إن "الوضع بالغ الخطورة" وإن السلطات تبذل جهدًا مكثفًا للسيطرة على الحرائق ومنع وصولها إلى المناطق السكنية.
مخاوف بيئية وصحية
وإلى جانب الخسائر البشرية والمادية، تثير الحرائق في ساوث كارولينا أيضًا قلقًا كبيرًا بشأن التأثيرات البيئية والصحية. تدمير المساحات الواسعة من الغابات سيؤدي إلى خسائر هائلة في النظام البيئي، في حين يشكل الدخان المتصاعد تهديدًا صحيًا للسكان، خاصة لأولئك الذين يعانون من مشاكل تنفسية.
العديد من المناطق المجاورة شهدت تدهورًا في جودة الهواء، مما أدى إلى تحذيرات من السلطات الصحية للمواطنين بعدم مغادرة منازلهم إلا في حالات الضرورة القصوى.
التحقيقات مستمرة
وفيما لا تزال أسباب اندلاع هذه الحرائق غير مؤكدة، بدأت السلطات المحلية في فتح تحقيقات بشأن سبب هذه الكارثة الطبيعية.
ومن المتوقع أن تكشف التحقيقات القادمة عن تفاصيل جديدة حول كيفية اندلاع الحرائق، بالإضافة إلى الإجراءات التي يمكن اتخاذها للحد من خطر حدوث مثل هذه الكوارث في المستقبل.